وصفت مسؤولة كبيرة في منظمة اليونيسيف لحقوق الطفل صور الأطفال الذين قتلوا بالقذائف وسوء الاغذية في سوريا "بالمؤرقة"، وذلك بعد عودتها من مهمة في حلب.
وقالت "هانا سينغر" في بيان نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة "إن الوضع الرهيب الذي يعيشه هؤلاء الأطفال يزداد سوءا، فعندما كنت هناك سقط ما يقارب 100 قذيفة على غربي حلب خلال بضعة أيام، والتفجيرات تضيء السماء وأصوات الحرب تدوي في جميع أنحاء المدينة".
وتابعت "هناك أيضا حوالي 35500 شخص شردوا من شرقي حلب في الأيام الأخيرة بالاستناد إلى أحدث التقديرات، نصفهم على الأقل من الأطفال، الدمار كان هائلا، والذخائر غير المنفجرة منتشرة في كل مكان، كما أن البيوت والمشافي والمدارس دمرت تماما، باستثناء مدرستين منها يمكن تأهيلها".
وأشارت المسؤولة أنه حتى الآن خلال العام الجاري سجل 84 هجوم على المدارس في سوريا، تسببوا بسقوط 69 طفلا قتيلا على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح خلال تواجدهم في المدرسة، مضيفة "حتى الذهاب إلى المدرسة يمكن أن يكون مسألة حياة أو موت".
وتابعت "لا يمكنني أبدا أن أنسى صور جثتين للفتاتين الجميلتين هنادي ولامار، اللتين سقطت عليهما شظايا قذيفة هاون وهما في طريقهما فسقطتا ضحيتين، ولم تتركتا إلا الشرائط الوردية في شعرهما خلال ذهابهما إلى المدرسة، يد هنادي كانت لا تزال ملوثة ببقايا الشوكولاتة".
ولفتت المسؤولة إلى أنه في حين يتوجه انتباه العالم إلى حلب، توجد مناطق أخرى كثيرة محاصرة، فما حلب الشرقية إلا واحدة من 16 منطقة تعيش حصارا في البلاد، حيث يقدر عدد الأطفال المحاصرين وسط أوضاع متدهورة حوالي نصف مليون طفل، لافتة إلى أن الحصار هو أحد أساليب الحرب التي تعود إلى العصور الوسطى والتي تستخدم من قبل جميع الأطراف، حيث تطوق القوات المسلحة المناطق وتحاول تجويع الطرف الآخر لتجبره على الاستسلام، مؤكدة أنها لاحظت تقييدا لتحركات أشخاص كثر بما فيهم المرضى والجرحى، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الطبية والتي تؤثر سلبا على الأطفال الذين باتوا يعانون من حالات سوء تغذية شديدة تؤدي إلى وفاتهم.
وشددت سينغر على ضرورة توقف القتال لتخفيف هذه الكارثة الإنسانية، وقالت أن اليونيسيف قامت بتوزيع الملابس الشتوية، وتوفير المياه والوقود والتحصينات الغذائية التكميلية والدعم النفسي والتوعية بمخاطر الألغام، داعية جميع أطراف النزاع إلى وقف توظيف الحصار ومهاجمة المدنيين والمدارس والمستشفيات وكذلك وقف تجنيد الأطفال واستخدامهم في القوات المسلحة، لكنها أكدت أن جهود العاملين في المجال الإنساني والمنظمات غير كافية ولا ترقى إلى مستوى المعاناة، قائلة "يمكن لنا أن نحدث فرقا ولكنه غير كاف أبدا، ولنكن واضحين لطالما العنف مستمر، سيبقى أطفال سوريا يعيشون بمعاناة".
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للصحفيين في العاصمة النمساوية فيينا، "أن الأمم المتحدة من خلال المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا إلى سوريا تعمل بجد من لحل الأزمة السورية من خلال حل سياسي شامل، ولسوء الحظ خلال السنوات الست الماضية لم نستطع القيام بذلك".
كما أشار إلى أن القتال الدائر جعل إيصال الإغاثات أمر في غاية الصعوبة، مشددا على الحاجة إلى وقف دائم للأعمال العدائية كي تتمكن المنظمة من أداء مهماتها الإنسانية.
وأضاف "لقد حثثنا السلطات السورية والقوات السورية المسلحة على اختلافها، وكذلك الشركاء في التحالف للحفاظ على وعودهم، حتى يتسنى لنا القيام بدورنا الإنساني السليم، في ظل عدم وجود حل سياسي".